التربية البسيطة
التربية البسيطة، إننا اليوم نعيش في عالم حديث أصبحت فيه تربية الأطفال مهمة صعبة وتحد كبير للآباء،
فالتطور في هذا العالم الرقمي له تأثير كبير في عقول أبنائنا وقدراتهم، ولتجاوز ما يسببه ذلك من تشتت فكري،
ينصح الكاتبان كيم جون باين وليزا روس باعتمادِ البساطة كأساس في تربية الأبناء في كتابهما التربية البسيطة.
إن طريقة تعاملنا نحن الكبار مع هذا الكم الهائل من الأخبار والإعلانات والألعاب وكل ما هو رقمي وحديث،
تختلف عن طريقة تعامل الأطفال ولذلك فإن خطر الزخم والتراكمات عليهم أعظم،
وهناك احتمال كبير لتأثر الأطفال سلبا بذلك وهو ما عبر عنه المؤلفان بعبارة
رد فعل الإجهاد التراكمي في كتابهما التربية البسيطة،
وبحسب كيم جون باين فإن الأطفال يعانون من العصبية والتوتر والقلق وسرعة الغضب وبرود على مستوى العاطفة.
والمشكلة لا تكمن في توتر الطفل أو احتداده لأن كل طفل معرض لذلك،
ولكن الخطر الحقيقي يكمن في تعرضهم لمحفزات التوتر والضغط باستمرار،
وهو ما يؤثر بشكل سلبي في نموهم.
ويذكر الكاتب قصة الطفل جيمس
والذي أصبح يعاني من التوتر والقلق المستمرين بسبب نقاشات والديه السياسية والتي كانت تدور
على مرأى ومسمع منه مما أثر وبشكل كبير على نفسيته حتى أنه ولخشيته من السقوط لم يكن يحسن ركوب الدراجة وهو في سن الثامنة.
أنت كأب ومرب بحاجة لتبسيط حياة ابنك وعدم تعقيدها، ولكي تتمكن من ذلك عليك أولا بالتقليل من عدد ألعاب ابنك، فالألعاب الكثيرة تشتت تركيزه وانتباهه، في حين أنه بحاجة إلى اللعب الحر والذي يساعد وبشكل كبير في نموه العقلي على خلاف الألعاب الأخرى، وأيضا تخلص مم الألعاب التي مل منها ابنك ولم تعد تثير اهتمامه.
كما أنه من الضروري أن يكون لك جدول يومي يحتوي على أمور ثابتة كالرياضة وتناول الطعام ووقت النوم.
ولا تتهاون في إلزام ابنك بهذا الجدول حتى يلتزم به وتصبح أنشطته من الثوابت لديه.
ولكن أيضا لا تفرِط في عدد الأنشطة اليومية لأن ذلك قد يفقد الطفل المتعة من آداء النشاط لأنه أصبح تنافس ليس إلا، كما أنه من الضروري أن يحظى الطفل بوقت فراغ ووقت لعب شخصي ينمي خياله وقدراته.
ولا بد من خلق توازن بي أنشطة الطفل ووقت الراحة الذي ينبغي أن يحظى به.
وقد ضرب الكاتبان مثالا على ذلك الطفلة إيميلي التي وبسبب امتلاء جدولها الروتيني بالكثير من الأنشطة وحرمانها من بعض الوقت للراحة تصرفت يوم احتفال عائلتها بالعيد، مما دفع والدتها لاصطحابها في نزهة صغيرة من المنزل، وهو ما ساعد إيميلي على الاسترخاء والارتياح.
ومن طرق حماية الطفل إبعاده قدر الإمكان عن عالم الكبار وأحاديثهم ونقاشاتهم وبخاصة منها تلك الباعثة على القلق والتوتر، وحاول أيضا تقليل عدد الشاشات في بيتك فاليوم لا يكاد يخلو بيت من شاشات عديدة كالتلفاز والحاسبة والأجهزة الذكية، وأخطر تلك الأجهزة هو التلفاز الذي ضرره أكثر من نفعه نظرا لما يبثه من أكاذيب وما يروج له من عنف.
ختاما؛ كلما بسّطت حياة طفلك ومنحته مساحة واسعة للعب الحر وإعمال الخيال والعقل كلما كان ذلك مفيدا جدا لنموه وتطوير قدراته.