fbpx
التنمية البشرية

ما قبل الإقناع

ما قبل الإقناع، إن كنت تبحث عن طرق ووسائل لإقناع الناس والتأثير عليهم، ف

استمع لنصائح روبرت سيالديني التي ساقها في كتابه ما قبل الإقناع


إن كثيرا من الناس يعتمدون أسلوبا معينا في طرح أسئلتهم الغاية منه إثارة بعض كوامن النفس،

فعلى سبيل المثال كما أورده في كتابه ما قبل الإقناع

انظر إلى رجال الدين فإنهم عادة ما يطرحون على الطرف الآخر هذا السؤال:

هل أنت راض عن حياتك وسعيد بها؟


والقصد من وراء هذا السؤال إنما هو تذكير الناس بالنعم التي ينعمون بها،

وهذا التذكير يحول بينهم وبين البكاء على ما في أيدي الناس والذي لا يملكونه هم،

وبالتالي فإن مثل هذا السؤال يحفز الطاقة الإيجابية لدى الإنسان.


ولكن مثل هذا السؤال وغيره من الأسئلة ذات البعد التحفيزي الإيجابي ليست حكرا على رجال الدين،

فمندوبو المبيعات، وموظفو التسويق أيضا يعتمدون على مثل هذه الأسئلة لكسب العميل والتأثير عليه وترويج منتجاتهم.

واعلم أن للإعلام دورا كبيرا في التأثير على تفكيرنا وعقلياتنا واختياراتنا، كما ورد في كتابه ما قبل الإقناع

، ولذلك نجد إجاباتنا على أسئلة طرحت علينا تختلف باختلاف حالة الإعلام وارتباطه بالأحداث من حولنا،

وكمثال على ذلك تأمل نتائج سؤال طرح على الناس قبل وقبيل وبعد إحياء ذكرى أحداث 11 سبتمبر، وستلاحظ أن معدل الإجابات قبل الذكرى بأسبوعين يختلف عن المعدل قبل الذكرى بأيام قلائل،

فقد ارتفع في هذه المرحلة ارتفاعا ملحوظا، وأيضا طرح السؤال نفسه بعد أسبوعين

من الذكرى فتراجع المعدل عن سابقه، ويعود ذلك إلى دور الإعلام في كل من تلك الفترات الزمنية التي طرح فيها السؤال،

والارتفاع الذي لقيه قبيل الذكرى بأيام قليلة مرده تركيز الآلة الإعلامية على هذا الحدث والإكثار من تناوله والحديث عنه.


وحتى تكون أنت على بينة من أمرك فاسأل نفسك دائما عند اهتمامك بشيء ما هل كان ذلك مقصودا؟

كثير من القرارات نتخذها بناء على ما سمعناه من أحدهم أو قرأناه في مكان ما،

فقد تشاهد فيلما فقط لأن كلمات صديقك عنه قد أثرت بك، ومن هنا ندرك مدى تأثير الكلمة في توجيهنا واختياراتنا.

وهناك أمر آخر ذو تأثير كبير على الناس واختياراتهم وقراراتهم ألا وهو البيئة الداخلية والخارجية للعمل،

فبيئة العمل وظروفه لها تأثير بالغ على نجاح الموظف ومردوده في العمل،

ولذلك نجد الشركات العملاقة تحرص على توفير بيئة عمل خارجية مريحة وتبعث على السعادة.


وكذلك الأمر بالنسبة للبيئة الداخلية وإن كانت لا تخلو عادة من مواقف إيجابية وسلبية يتعرض لها المرء خلال عمله،

ولكن عليه أن يحرص على أن لا يتذكر منها إلا تلك اللحظات المشرقة والسعيدة،

لأن ذلك يساعده على أن يبلي بلاء حسنا في أدائه لعمله.



ختاما؛

احذر من أولئك الذين يريدون توجيهك لتتخذ قرارا معينا، وتذكر دائما مدى قدرة الكلمة على التأثير في الناس.

موضوع قد يهمك ” المثابرة” يمكنك متابعة القراءة من هنا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى